تقارير

آلاف النازحين في ريف حماة الشمالي ومجلس المحافظة يطلق نداءات استغاثة

 مع اتساع رقعة المعارك في ريف حماة، وسيطرة المعارضة السورية على قرى ومدن جديدة، بعد معارك أطلقتها في 29 آب أغسطس الماضي، تزايدت الأعباء على مجلس محافظة حماة، والمؤسسات الإنسانية في تلبية احتياجات المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، بعد موجات نزوح جماعي.

شهدت المناطق التي سيطرت عليها المعارضة “حديثاً” عمليات نزوح جماعية بوقت قصير، مما رتب أعباء كبيرة على مجلس محافظة حماة “الحرة”، والجهات العاملة في مناطق سيطرة المعارضة من منظمات إنسانية وإغاثية وفرق الدفاع المدني، من أجل تأمين ما يلزم للعائلات من أماكن للسكن ومواد إغاثية.

الأستاذ عامر النايف، رئيس المكتب الإغاثي بمجلس المحافظة، قال لمراسل “الصوت السوري” “تم إجلاء العائلات من مناطق الاشتباك بجهود ومساعدة الدفاع المدني إلى مناطق أكثر أمناً في ريف إدلب الجنوبي كخطوة أولية، ووجهنا نداء استغاثة لجميع المنظمات العاملة في المناطق المحررة ” .

وأضاف النايف “سكن بعض النازحين في المدارس، حلّوا ضيوفاً في منازل نازحين سابقين من ذات المناطق في ريف حماة الشمالي، ولكن حركة النزوح مستمرة، ولا يزال النازحون يعيشون حالة عدم استقرار في المناطق التي توجهوا إليها”.

يعمل المكتب الإغاثي التابع لمجلس محافظة حماة “الحرة” على تأمين مادة الخبز، نتيجة شحّ وجوده في ظل ازدياد أعداد النازحين، ويتواصل المجلس مع جهات داعمة لتأمين أغطية وفرش، ومن المتوقع تأمين سلال غذائية عاجلة للنازحين الجدد في الأيام القليلة القادمة، بالتعاون بين مجلس المحافظة ومنظمات إغاثية، وفق ما ذكر النايف لـ “الصوت السوري”.

سارعت منظمات إغاثية وإنسانية لتقديم السلال الغذائية العاجلة، فضلاً عن الأغطية والفرش، ولكن ما تم تقديمه لا يشكل سوى نسبة بسيطة من احتياجات النازحين، فيما لا تزال منظمات أخرى بعمليات الإحصاء والإعداد للمساهمة.

السيد كسار المقصوص، عضو مؤسسة شام الإنسانية، قال لمراسل “الصوت السوري” نعمل على إحصاء النازحين، وخاطبنا إدارة المؤسسة من أجل تقديم المساعدات، ولكن ننتظر رفدنا بمواد عاجلة، لا سيما أن جلّ النازحين خرجوا من منازلهم مع بعض الأمتعة الشخصية البسيطة”.

فرق الدفاع المدني كان لها دور في إجلاء السكان المدنيين من مدن حلفايا وطيبة الإمام صوران، بعد تكثيف الغارات الجوية عليها واستهداف المدنيين، ما جعلهم عرضة للخطر، حيث وقعت مجزرة بحق عائلة كاملة كانت في طريقها للخروج من مدينة صوران.

التقى مراسل الصوت السوري مع “أبو عناد” أحد عناصر الدفاع المدني العاملين في ريف حماة، قال أبو عناد “أجلى الدفاع المدني مئات العائلات العالقة، وتم نقلهم إلى مناطق آمنة، فضلاً عن إجلاء مصابين تم إسعافهم إلى المستشفيات الميدانية القريبة”.

وأشار “أبو عناد” إلى “وقوع مجزرة في مدينة صوران الخميس 1 سبتمبر، بعد استهداف رتل للنازحين من البلدة، ما تسبب بمقتل 14 مدنياً بينهم 9 أطفال وسقوط عشرات الجرحى”.

ولا تزال عائلات عالقة في مدن صوران وطيبة الإمام، لم يتمكنوا من الخروج نتيجة شدة القصف وكثافته، ويواجه الدفاع المدني صعوبات في إجلائهم، وفق ما ذكر عنصر الدفاع المدني لـ”الصوت السوري”.

صفوان الشريف، نازح من طيبة الإمام، شرح لـ “الصوت السوري” عن أوضاع النازحين، قال الشريف “اضطررت عائلتي ومئات العائلات للنزوح من شدة القصف تحت جنح الظلام، سالكين طرقاً زراعية وعرة، بعض العائلات استقلت دراجات نارية، وأخرى سيارات خاصة، فضلاً عن عائلات تم إجلاؤهم بمساعدة الدفاع المدني، ولكن بعض العائلات بقيت في المدينة لعدم توفر وسائل نقل لهم”.

نُقل صفوان مع عائلته إلى مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ويعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل انعدام المساعدات الإنسانية سوى من مادة الخبز المقدمة عن طريق مجلس المحافظة”.

تتخوف المؤسسات والمنظمات في ريف حماة من ازدياد أعداد النازحين، لا سيما أن “المعارضة” باتت على بعد كيلومترات قليلة عن مدينة حماة، ولذا فإن مجلس محافظة حماة “الحرة” “يعمل على تأمين مساكن لإيواء النازحين الجدد في المخيمات، وإعادة بعض المساكن بعد عودة عدد من أهالي سهل الغاب إلى قراهم، فضلاً عن إيجاد وحدات سكنية جديدة في مناطق أخرى” وفق الأستاذ عامر النايف، وتحفظ عن ذكر المناطق الجديدة خشية استهدافها من قوات النظام.

ويطالب مجلس محافظة حماة “الحرة” المجالس الفرعية التابعة له بتقديم المساعدات الممكنة في القرى والمدن، وفتح المدارس أمام النازحين، ريثما يتم تأمين مساكن لهم.

بلغ عدد العائلات النازحة خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 9000 عائلة، من مدن حلفايا وطيبة الإمام وصوران ومعردس والزلاقيات والمصاصنة والزوار والبويضة وبطيشش والزكاة، وفق إحصائيات مجلس محافظة حماة، وعمليات النزوح لا تزال مستمرة، مع استمرار المعارك والقصف.

حماة 2

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق