تقارير

ريف حمص: انعدام الأطباء المختصين يحول حالات مرضية بسيطة إلى شديدة الخطورة

 يعاني ريف حمص الشمالي من نقص في الكوادر الطبية، لا سيما الاختصاصات الجراحية الدقيقة، كجراحة الأوعية، والقلب، والعيون، لينعكس النقص على مئات المدنيين المصابين والمرضى، لعدم حصولهم على العلاج المناسب، علاوة عن حصار المنطقة لما يزيد عن 3 سنوات.

وكانت هجرة الأطباء إلى خارج سوريا عاملاً إضافياً في تردي الوضع الصحي، فضلاً عن اعتقال النظام لكوادر طبية، ومقتل آخرين منهم نتيجة استهداف المراكز الطبية والمستشفيات الميدانية.

أسماء، طبيبة العيون الوحيدة في الريف الشمالي، هاجرت إلى خارج سوريا بعد المعارك التي شنتها قوات النظام على بلدة الدار الكبيرة، وأدت إلى دمار عيادتها مطلع العام الجاري، ليبقى قرابة 350 ألف نسمة دون طبيب عيون.

عبدالرحمن، مدني في الدار الكبيرة، يقول لمراسل”الصوت السوري ” لا زلت أنتظر علاج عيني بعد إن أصيبت بإحدى شظايا القصف، وتحتاج لجراحة دقيقة، ولكن هذا غير ممكن لعدم وجود طبيب مختص في المنطقة”.

ويضيف عبد الرحمن “ألمي يزداد يوماً بعد يوم، إذا أن المشكلة بدأت تظهر في عيني الأخرى نتيجة الضغط عليها، ولا يمكنني مغادرة الريف والخروج للعلاج “.

كما يعاني محمود، وهو طالب في معهد افتتحته المعارضة مؤخراً من مشكلة في الرؤية وحالته تزداد سوءاً، إذ تعرض أثناء اختبار كيميائي داخل المعهد لرشقة من مسحوق مشتقات الصوديوم والكبريت المعروف بـ”القطرونة” وهي مادة حارقة، ولم يستطع المشفى الميداني تقديم سوى الإسعافات الأولية لعدم وجود طبيب مختص.

طب العيون اختصاص من اختصاصات أخرى يفتقدها ريف حمص الشمالي، كجراحة الأوعية الدقيقة والدماغ، حيث يُعتبر من أهم الاختصاصات التي يفتقدها الريف الشمالي لمدينة حمص، فانعدام وجود جراحة الأوعية الدقيقة في المناطق “المستهدفة” من النظام السوري، تجعل الإصابات أكثر تعقيداً، فإما بتر للإطراف أو موت في ظل غياب علاج مناسب.

الطبيب أبو المجد الحمصي، قال لمراسل “الصوت السوري” “طبيب واحد مختص في جراحة الاوعية والدماغ يعمل لكامل الريف الشمالي، يتنقل بين المستشفيات الميدانية ليسدّ حاجة الجرحى ما استطاع، بعد هجرة عدد من الأطباء إلى تركيا وأوربا طلباً لحياة أكثر أماناً”.

ونتيجة لهذا النقص، بدأ الأطباء يجرون عمليات جراحية بخارج اختصاصاتهم، معتمدين على خبرة اكتسبوها في ظل ظروف صعبة خلال خمس سنوات مضت، بعيداً عن الحالات الدقيقة جداً.

ترك المريض دون علاج  من طبيب مختص، قد يودي  بحياته ، أو يجعله عرضة لفقدان أحد أطرافه، رغم أنه بحاجة إلى عملية جراحية لوصل شرايين وأربطة، ولكن عدم وجود مختص أوصل حالات كثيرة لذلك.

يتوفر طبيب قلبية واحد فقط في ريف حمص الشمالي، ويعمل على استقبال المرضى في عيادته، وسط ضغط هائل، وتأخر في مراجعة الحالات، بينما تعيد اختصاصات الطب الداخلي والنسائي وأمراض أخرى.

وحسب تقارير صدرت عن نقابة أطباء سورية، أن 20% من الأطباء غادروا خارج البلاد، يُقدر عددهم بـ7 آلاف طبيب من مختلف الاختصاصات، والكثير ممن بقي اختار نقل عيادته إلى مناطق أكثر أمناً من مناطق النزاع.

وفي حديث لـ “الصوت السوري” مع عدد من الأطباء في مناطق الحصار بريف حمص الشمالي، ومضايا بريف دمشق، والغوطة الشرقية، فإن “العدد الذي ذكرته نقابة الأطباء ليس دقيقاً” مشيرين أن “غالبية الأطباء الذين هجروا سوريا هم من مناطق سيطرة المعارضة”.

طب ريف حمص 2

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق