تقارير

شاب سوري: يستقبل رسالة والدته “صدفة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي

“هذه أمي وهذا منزلنا … ما الذي حصل؟!”، تعليق كتبه عبد الرزاق على منشور، من صفحات ريف حمص، يظهر أمه وهي تصرخ فوق ركام منزلهم المدمّر في مدينة الرستن، بعد أن طاله قصف النظام السوري.

تعرضت مدينة الرستن، الخميس الماضي، لغارات الطيران السوري، ما أدى إلى وقوع جرحى في صفوف المدنيين، بعضها خطيرة، فضلاً عن تدمير أربعة منازل وثلاثة محال تجارية، أحدها منزل والدة عبد الرزاق.

لجأ عبد الرزاق إلى تركيا ومن ثم إلى أوربا لتلقي العلاج بعد إصابته في عينيه وقدمه في معركة بين الثوار والجيش السوري بمدينة الرستن، ليترك أمه وإخوته تحت نيران الطائرات الأسدية.

قال عبد الرزاق لمراسل “الصوت السوري” “لا أستطيع الحركة كثيراً، لكن كل ما أفكر به هو العودة ولو مشياً على قدمي المصابة لأطمئن على أمي وأخوتي بعد مشاهدة الفيديو”.

شاهد عبد الرزاق الشريط المصور لأمه ومنزلهم المدمر بعد توافد ناشطي المكتب الإعلامي في الرستن إلى مكان الغارات، لتوثيق الدمار الحاصل، والتقاط صور لضحايا القصف، بهدف نقل المعاناة إلى العالم الخارجي.

علي عزّ الدين، مصور الفيديو، قال لمراسل “الصوت السوري” “وصلت إلى مكان الغارة، وإذا بامرأة تجلس على دمار منزلها، طلبت مني أن أصورها لترسل رسالة للعالم تخبرهم بخسارتها كل شيء، قائلةً “وين بدي روح؟ وين بدي نام؟ خسرت كل شيء.. حتى بيتي!!”.

لحظات صعبة عاشها الناشط عليّ، وقف عاجزاً أمام المشهد الذي التقطته عدسته، ولا يعلم كيف يساعدها وهو لا يملك سوى كاميرا وصفحة فيسبوك!.

بعد نشر الفيديو وتناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية، كان عبد الرزاق يتابع ما يجري في مدينته على تلك الصفحات، بعد هجرته لم يبق له سوى العالم الافتراضي لمعرفة “أخبار الموت” اليومية في بلده.

اتصل مراسل “الصوت السوري بـ” عبد الرزاق” بعد تعليقه على المنشور، وطمأنه بتسجيلات صوتية عن أمه، وأن الضرر طال الجزء الأكبر من منزله، دون وقوع إصابات بأفراد عائلته”.

لم تكن قصة عبد الرزاق وأمه هي الوحيدة، فظروف الحرب القاسية، و الهجرة القسرية التي فرضتها إصابات الحرب أو الهرب من الموت، جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة الأكثر استخداماً لمعرفة أخبار المدن ونشرة القصف اليومي، وتناقل أسماء الجرحى والمصابين، وفي بعض الأحيان الطريقة الوحيدة للاطمئنان عن العائلة.

وفي حادثة قريبة، تلقى رجل من محافظة حلب في وقت سابق، خبر مقتل ابنه جراء غارة جوية، أثناء تصفحه وسائل التواصل الاجتماعي، وعلّق على منشور ينعي ابنه بحالة من الذهول!.

يذكر أن مدينة الرستن السورية تعرضت للقصف الجوي  على مدار خمس سنوات خلت، ما أدى إلى تدمير 80% من منازلها، وقتل عدد من سكانها نتيجة القصف المباشر، أو نتيجة تدهور الوضع الصحي وعجز المستشفيات الميدانية عن تقديم الخدمات العلاجية.

1212111121212

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق