تقارير

مديرية زراعة إدلب: تطلق حملة لقاحات للثروة الحيوانية للحد من تراجعها

أطلقت مديرية الزراعة في محافظة إدلب المحررة بالتعاون مع مكتب التعاون الزراعي , حملة لتلقيح الثروة الحيوانية في المحافظة، في 10 تموز الجاري، بهدف تح”صين الثروة الحيوانية ضد الأمراض السارية, وذلك لمواجهة التراجع الملحوظ بعدد المواشي مقارنة بالمواسم السابقة.

يعتمد المشروع على أنظمة تبريد تعمل على الطاقة النظيفة، أو ما تعرب بـ “الصديقة للبيئة”، في ظل انقطاع التيار الكهربائي “الحكومي” عن مناطق سيطرة المعارضة، وارتفاع تكاليف توليد الطاقة عبر مولدات “الديزل”، فضلاً للأضرار الناجمة عنها.

تراجعت أعداد المواشي في محافظة إدلب، حيث بلغ عدد الأغنام 650,000 رأس، والماعز 180,000 رأس، والأبقار 42,000 رأس ,  بينما كانت آخر إحصائية قبل الثورة السورية ، عدد الأغنام في محافظة إدلب 850,000 رأس، والماعز190,000 رأس، والأبقار 59,000 رأس .

التراجع في قطاع الثروة الحيوانية، كنتيجة لظروف الحرب التي تشهدها سوريا، وعدم توفر لقاحات وأعلاف بأسعار مقبولة للعاملين في هذا القطاع، بحسب ما ذكر الدكتور خالد الحسن، مدير زراعة محافظة إدلب الحرة، في حدي خاص لـ “الصوت السوري”.

الهدف من حملة التلقيح الحالية تحصين الثروة الحيوانية من الأمراض السارية , والتي يمكن أن تسبب الجوائح , كما تحدث الحسن للصوت السوري، مشيراً أن “المشروع سوف يستهدف كامل الثروة الحيوانية في محافظة إدلب بشقيها المجترات، والدواجن دون أي استثناء وسيتم على مراحل متتالية , لأن كل مرض له وقت معين لإجراء حملة التطعيم او “اللقاح “.

ففي المرحلة الحالية من مشروع اللقاح يتم التركيز على مكافحة مرض الحمى القلاعية, أو ما يسمى بالعامية (الطباق )، وهو مرض فيروسي يطلق عليه (FMD)، وهو خطير لا سيما على المواليد الحديثة , حسب الدكتور أحمد شيخ محمد، المدير التنفيذي لمشروع اللقاح في محافظة إدلب في حديثه لـ ” الصوت السوري، واعتبر الدكتور أحمد “من خلال هذا اللقاح يمكن حماية الحيوانات من هذا المرض مستقبلاً وخصوصاً الأغنام والماعز والأبقار.

ومن مخاطر هذا المرض أنه لا يمكن لمربّي المواشي ملاحظة انتشار هذا المرض إلا بعد ستة شهور، وبالتالي هذا اللقاح وقاية من أي اشتباه بهذا المرض، وفق الدكتور أحمد.

وقد كوفح مرض الحمى القلاعية قبل غيره نظراً لانتشاره في العديد من مناطق محافظة إدلب , إذ ظهرت إصابات في منطقة خان شيخون والقرى المجاورة لها في ريف إدلب الجنوبي، وامتدت الإصابات إلى منطقة سهل الروج في الريف الغربي، وبالأخص في الأغنام الوافدة من ريف حلب الشمالي وريف حماة الشرقي بحسب الدكتور أحمد.

تولي الجهات المعنية أهمية خاصة بالثروة الحيوانية في محافظة إدلب، إذ أن إدلب تكتفي ذاتياً من ثروتها الحيوانية، فضلاً عن توفر مشتقات الحليب، وفق الدكتور خالد الحسن.

ويضيف الحسن ، رغم الاكتفاء الذاتي، إلا أن أسعار اللحوم ومشتقات الحليب، تشهد ارتفاعاً في الأسعار، نتيجة غلاء أسعار العلف واللقاحات، وعدم توفرها من مصدر موثوق، فضلاً عن تهريب الثروة الحيوانية إلى مناطق النظام وتركيا، حيث يتم تهريبها إلى مناطق النظام بنسبة كبيرة.

اعتمدت الحملة في حفظ اللقاحات على نظام تبريد صديق للبيئة، واقتصادي إلى درجة كبيرة، “يعمل نظام التبريد على الطاقة الشمسية، لتوفير الكهرباء اللازمة في تشغيل وحدات التبريد الخاصة، وتم ذلك بالتعاون مع صندوق إعادة الإعمار، الشريك في هذا المشروع، ويعد هذا البديل الأمثل للمولدات الكهربائية التي تعتمد على المازوت والبنزين، لارتفاع سعريهما، في ظل غياب التيار الكهربائي الحكومي عن المحافظة منذ أكثر من عام، وفق الدكتور أحمد.

تشكل الثروة الحيوانية، إلى جانب الزراعية، الأمن الغذائي في مناطق سيطرة المعارضة، لا سيما منطقة إدلب، والحفاظ عليهما هو بمثابة الحفاظ على المدنيين، فتربية المواشي والزراعة من الأعمال الأساسية لأهالي مدينة إدلب، وأي اضطراب في الثروة الحيوانية والزراعة ينعكس بشكل مباشر على المدنيين الذين يعانون أصلاً من ويلات الحرب.

c7078a4b-ce7f-4baf-87b8-c6de95d53efa

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق