تقارير

مراكز “الرعاية الصحية” في إدلب… توفير في التكاليف وعناء السفر

 عجز معظم السوريون منذ انطلاقة “الثورة السورية”، في آذار 2011، عن تغطية تكاليف الرعاية الصحية، ما اضطر بعضهم إلى قطع مسافات طويلة، لتلقي العلاج في مستشفيات ميدانية، ومراكز صحية بعيدة، وهو ما دفع مديرية صحة إدلب “الحرة”، إلى افتتاح 15 مركز صحي، موزعة على مساحة جغرافية مدروسة، تضمن استفادة أكبر عدد ممكن من سكان المحافظة، دون تحمل عناء السفر لمسافات طويلة.

الدكتور أنس الدغيم، مدير قسم مراكز الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة إدلب, قال لمراسل “الصوت السوري في ريف إدلب ” أنشأت مديرية صحة إدلب، 15 مركزاً صحياً منذ ثلاثة أشهر تقريباً, بالتعاون مع منظمات دولية مهتمة بالشأن الصحي, وهي مراكز رعاية صحية أولية تقدم خدمات متنوعة منها , مراقبة الحمل وتنظيم الأسرة , ورعاية الأمراض المزمنة , ورعاية صحة الفم والأسنان , والعيادات الطبية كالداخلية والقلبية وغيرها “.

ووزعت المراكز السابقة على مساحة جغرافية، لضمان استفادة العدد الأكبر من سكان المحافظة ،إذ تمت دراسة إنشاء كل مركز في منطقة تخدم العديد من القرى القريبة، وغير مشمولة بالعناية الصحية , وفق الدكتور أنس، مشيراً أنه “بعد إنشاء المراكز تم استخدامها لحملة  اللقاح الروتيني الأولى، التي شهدتها إدلب،, الأمر الذي حقق ضماناً إضافياً لعملية اللقاح, وثقة من قبل الجهات الداعمة للقاح أيضاً”.

توفير الرعاية الصحية في منطقة قريبة للمكان، يخفف عنه عناء السفر، فضلاً عن توفير الأعباء المادية، لا سيما أن بعد المراكز، وضرورة سفره قد تدفعه إلى الاستغناء عن الخدمات الطبية، الضرورية، لا سيما لقاح الأطفال.

علماً أن أول حملة لقاحات روتينية للأطفال، في الشمال السوري، بدأت أواخر شهر أيار الماضي، بعد أن كانت المناطق الواقعة من سيطرة المعارضة محرومة منها منذ ما يزيد عن أربعة سنوات.

محمد الريس، أحد سكان ريف إدلب الجنوبي، وصف حالة الارتياح التي يعيشها بعد إنشاء المراكز الطبية، وقال في حديثه لـ “أمية برس” “سافرت أكثر من مرة إلى المناطق الحدودية للحصول على اللقاح لطفلي ذو الثلاثة شهور, وبعد وصول اللقاح إلى منطقتنا، وفرّ عليّ الجهد والمال، فضلاً عن الخدمات الطبية الأخرى، أهمها التصوير الشعاعي، وطب الأسنان، إذ أن تكلفة علاج الأسنان في العيادة الخاصة مرتفع نسبياً”.

أما أبو عبدو، وهو ممرض في مركز كفرعويد الصحي , طالب بتوفير المزيد من الإمكانيات للمراكز الصحية , ومنها الأدوية الضرورية، لا سيما التي تعالج الأمراض المزمنة والدائمة , متمنياً في الوقت ذاته من الجهات المعنية السعي الجاد لإنشاء مراكز طبية متخصصة بأمراض معينة، كمراكز المعالجة الكيميائية، للقضاء على ظاهرة السفر من أجل العلاج، وخدمة المناطق بكافة الخدمات الطبية”.

وتقدم المراكز المنشأة مؤخراً خدماتها العلاجية، بمقابل مادي رمزي جداً، ومنها مجانية،  علماً أن ما يؤخذ من مقابل مادي، لتوفير الكلفة التشغيلية اللازمة لاستمرار العمل، وفق ما ذكر الممرض أبو عبدو، مشيراً أن تلك المراكز شهدت إقبالاً كبيراً.

يذكر أن إدلب قبل إحداث المراكز الجديدة، كانت تفتقر للخدمات الطبية، وتقدم الخدمات في المستشفيات الميدانية فقط، رغم أنها أنشئت لغرض إسعافي، وتطور العلاج فيها مع مرور الأيام، وزاد الوضع الطبي سوءاً إثر خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف.

ولا تزال المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في إدلب، تفتقد لعلاج الأمراض الخطيرة كـ “السرطان”، ويضطر المصابون بهذا المرض العلاج في تركيا، أو الانتقال إلى مناطق النظام عبر حواجزه.

170716IdlebMS1170716IdlebMS3

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق