قوافل مساعدات إلى “حيّ الوعر” خالية من الأدوية وحليب الأطفال
دخلت قافلة مساعدات تحت إشراف منظمتي الهلال والصليب الأحمر، إلى حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، الخميس، وتتألف القافلة من 19 شاحنة، تحتوي على مادة الطحين، ومواد طبية ومياه، فيما أجل إدخال الحصص الغذائية إلى يوم الاثنين القادم.
المساعدات تضمنت 15 ألف كيس طحين من وزن 15 كغ، ومواد بناء وترميم مثل كابلات الكهرباء، وأدوية غير إسعافية كالمسكنات والسيرومات، وتأتي أهمية الطحين نظراً لأن الخبز لا يمكن الحصول عليه إلا عبر حاجز النظام ويترتب عليه معاناة كبيرة.
إذ أن النظام أطلق نيرانه في مرات عديدة على المدنيين الواقفين بالقرب من الحاجز، للحصول على بعض الأرغفة ، وتم تسجيل أكثر من حالة قتل، وإصابة العديد، واعتقال آخرين، لذلك فإن الحصول على الخبز من حاجز النظام مقتصراً على فئة من الناس دون غيرها، وبشكل غير مستمر.
افتقدت المساعدات التي دخلت إلى حي الوعر للمواد الطبية الإسعافية والجراحية، وكذلك حليب الأطفال، رغم أن هذه الأصناف من أهم احتياجات الحي منذ فترة طويلة.
حي الوعر يسكنه أكثر من 90 ألف نسمة، غالبيتهم نازحون من الأحياء المجاورة، وحوصر المخيم منذ ما يزيد على عامين، وتم فرض الحصار على مراحل، كان أشدها قسوة الحصار الأخير الذي تم قبل 5 شهور، رغم توقيع اتفاق بين لجنة مفاوضات الحي والنظام السوري، تحت إشراف الأمم المتحدة في كانون الأول من العام الماضي.
وكان من المفترض أن تطبق هدنة الوعر على ثلاثة مراحل، مع تحقيق عدة شروط، أهمها في المرحلة الأولى فتح معبر إنساني للحي، وخروج المعطلين للهدنة من داخل الحي إلى خارجه، وتقديم لوائح المعتقلين لدى الطرفين، على أن يتم الإفراج عنهم في المرحلة الثانية، وبعد تطبيق كافة شروط المرحلة الأولى، توقف النظام عن تنفيذ المرحلة الثانية، لا سيما بند خروج المعتقلين.
وطالب النظام أهالي الوعر بحذف بند “المعتقلين”، وتسليم سلاح ثوار الحي بالكامل، ما أدى إلى انهيار الهدنة وعودة النظام إلى حصار الحي وقصفه.
الموقع الجغرافي للحي، والحصار المفروض عليه، تسبب بتفاقم الوضع الطبي للمدنيين بشكل مباشر، إذ يفتقد الحي للعديد من الأدوية ومعدات الجراحة.
الطبيب أبو المجد الحمصي، قال لمراسل “الصوت السوري”، الأربعاء، “نعاني من نقص أدوية حاد، وانعدامها في بعض الأحيان، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكر، فضلا عن السيرومات والمطهرات والمضادات الحيوية”.
وأضاف أبو المجد أنه “لا يمكن للمستشفيات الميدانية أن تعالج الحالات الخطيرة، لذلك فقد عدد من الأشخاص حياتهم نتيجة الظروف المحيطة بنا”.
في حي الوعر المحاصر، يوجد أكثر من 2500 حالة مرضية بأمراض مزمنة، كمرض القلب، والسكري، والضغط، فضلاً عن وجود 25 حالة سرطانية، وكل هذه الحالات بحاجة إلى رعاية صحية مستمرة، وجرعات دوائية دائمة ولكنها غير متوفرة”.
الأطفال أيضاً من ضحايا حصار الحي، إذ يوجد 1800 طفل دون عمر السنتين، بحاجة إلى حليب أطفال غير متوفر، لا سيما أن آخر كمية أدخلت للحي قبل أشهر كانت عبارة عن سيارة صغية، لا تلبي جزءاً من احتياجات الأطفال.، وفق الدكتور أبو المجد.
ويلجأ أهالي الحي إلى طرق بديلة مثل الماء، والنشاء، والأرز، وحليب الأبقار، في ظل عدم قيام المنظمات الدولية بإدخال حليب الأطفال إلى الحية، حيث لا يسمح النظام بإدخالها.
وكان يعرب الدالي، مراسل “الصوت السوري” في ريف حمص، طرح في وقت سابق سؤالاً على ماجدة فليحي، ممثلة لجنة الصليب الأحمر الدولي إلى المناطق المحاصرة، وعلى ممثل فرع الهلال الأحمر في حمص أثناء إحدى الزيارات، عن عدم إدخال حليب الأطفال.
وجاء الرد أن المنظمات الدولية لا تتعامل مع حليب الأطفال، لأنها حاولت إدخاله في مرات سابقة، ولكنها لم تحصل على موافقات أمنية تسمح لهم بذلك، ما أدى إلى فساد الحليب آنذاك.