تقارير

آلاف السوريين يغادرون مخيمات “عرسال” إلى “إدلب”… والأمم المتحدة بمؤسساتها غائبة عن الاتفاق

بدأت عملية إجلاء آلاف اللاجئين السوريين من مخيمات عرسال اللبنانية إلى الشمال السوري التابع لسيطرة المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، تطبيقاً للاتفاق بين حزب الله اللبناني، وهيئة تحرير الشام.

وتمّت عملية إجلاء اللاجئين السوريين من لبنان بعد إفراج الحكومة اللبنانية عن 3 معتقلين لهيئة تحرير الشام من سجن رومية، مقابل إطلاق سراح 3 موقوفين لدى الهيئة من عناصر حزب الله اللبناني، برعاية اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية “تجاوز وادي حميد 113 حافلة من جبهة النصرة وعائلاتهم، تواكبها 20 سيارة إسعاف، باتجاه الأراضي السورية، وسط إجراءات للجيش والأمن العام والصليب الأحمر”.

من جهته قال الناشط الإعلامي حسين عمار، سوري في منطقة عرسال لـ”الصوت السوري” “بلغ عدد اللاجئين الذين تم إجلاءهم في هذه العملية نحو 8000 شخص، بينهم نحو 120 مقاتلاً لهيئة تحرير الشام،  تم نقلهم بنحو 160 حافلة”.

وأضاف عمار أن خط سير الحافلات من مخيمات عرسال باتجاه مدينة قارة السورية، ومنها إلى النبك، ثم حمص، فالسلمية بريف حماة، فالسعن، ونقطة التبادل أو استقبال المعارضة لهم في نقطة السعن أو الرهجان.

وتباينت الأرقام الواردة عن أعداد اللاجئين، وأعداد الحافلات التي تقلّهم في ظل غياب الأمم المتحدة ومؤسساتها كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن عملية الإجلاء وما سبقها من مفاوضات.

صورة لتجمع لاجئين سوريين في لبنان قبيل الانطلاق (نشرها أحمد القصير)

أحمد القصير، صحفي سوري في لبنان، قال لـ”الصوت السوري” “تواصل حقوقيون وإعلاميون سوريون في لبنان مع الأمم المتحدة للوقوف على شؤون اللاجئين في مخيمات عرسال الذين سيرحلون إلى إدلب السورية، ولكن كان ردّهم بعدم إمكانية التدخل في حماية القوافل حتى تتحقق عدة شروط”.

ويعتقد القصير أن “دور الأمم المتحدة سوف يكون بطيئاً وغير واضحاً لأن الطرفين المفاوضين مصنفان على قائمة الإرهاب”، وهو ما يوضح عزوف الأمم المتحدة عن الدخول في عملية التفاوض

وبحسب القصير “وقف السوريون عاجزون أمام هذا الاتفاق، ولم يتمكنوا بالتدخل بالاتفاق وشروطه نهائياً”، ولا يمكنهم إلا “مطالبة الحكومة اللبنانية بحماية اللاجئين المغادرين مخيمات عرسال إلى سوريا داخل الأراضي اللبنانية”.

ورغم أن عودة اللاجئين السوريين إلى محافظة إدلب، وهي منطقة ساخنة، وتشهد توتراً عسكرياً بين فصائل المعارضة فيها، لا سيما بعد بسط هيئة “تحرير الشام” سيطرتها على مفاصل المحافظة، إلا أنها “قد تكون مكاناً أفضل للاجئين العائدين من لبنان”.

وفي هذا الصدد، قال المحامي جمال الحمصي، محامٍ سوري في لبنان، لـ”الصوت السوري” “لم يعد الفارق كبيراً بين مناطق سيطرة النظام ولبنان، فمن يعيش في لبنان كأنه يقيم في جوار إدارة المخابرات الجوية في سوريا”.

حيث شهدت مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان اقتحامات عدّة من الجيش اللبناني وحزب اللبناني، واعتقل على إثرها عدد من اللاجئين بتهم تتعلق بمشاركتهم في الأعمال العسكرية.

ولعلّ أبرز عمليات الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين السوريين، عمليته الأمنية على مخيمات عرسال في الثلاثين من شهر حزيران/ يونيو الماضي، اعتقل خلالها نحو 300 شخص، ولقي عدد منهم حتفهم داخل السجون اللبنانية.

وكانت مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات عرسال الشرارة الأولى لأحداث عرسال،  رافقها معارك بين حزب الله والمعارضة السورية، واختتمت بعملية ترحيل اللاجئين.

وإلى محافظة إدلب، بدأت المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية تتأهب لاستقبال القادمين الجدد، وتجهيز المستلزمات الأساسية لهم، وتأمين مراكز إيواء لهم.

وتشكل هذه العملية تحد كبير للمنظمات الإنسانية في الشمال السوري، نظراً للأعداد الكبيرة، وعدم قدرة إدلب على استيعاب مزيد من “المهجّرين” بعد استقبالها عمليات مشابهة من ريف دمشق، وحمص، وحلب.

عبيدة دندوش، مدير الاستجابة في منظمة SRD، ومنسق طبي للمهجرين إلى الشمال، قال لـ”الصوت السوري” أن “المنظمات في حالة استنفار لاستقبال اللاجئين إلا أن الأعداد كبيرة، وتفوق الإمكانيات المتاحة في الشمال”.

وأضاف دندوش أن القادمين سيتوزعوا على مناطق في ريف حلب الغربي، ومخيم سعد، ومخيم كفر حلب رغم انه قيد الإنشاء، بالإضافة إلى نزول قسم من القادمين في معارة الإخوان بمحافظة إدلب.

ونفى دندوش أي دور أو تواجد للهلال الأحمر العربي السوري في استقبال اللاجئين القادمين من لبنان أو المساهمة في إيوائهم وتقديم الخدمات والمساعدات لهم فور وصولهم.

يذكر أن اتفاقاً جرى بين حزب الله وهيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية، يقضي بالتهدئة العسكرية بين الطرفين بدءاً من يوم الخميس الماضي، الحفاظ على سلامة اللاجئين السوريين الراغبين في البقاء في عرسال، تأمين خروج مقاتلي هيئة تحرير الشام إلى مدينة إدلب إضافة للمدنيين الراغبين بالخروج، وإجراء عملية تبادل للأسرى والجرحى والجثث بين الطرفين.

الوسوم

عمار حمو

صحفي سوري ، من مدينة دوما في ريف دمشق، عمل مراسلاً صحفياً في موقع سوريا على طول، وله العديد من المواد المنشورة عن الشأن السوري في مواقع عربية وأجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق