اضطرابٌ في أسواق “الغوطة الشرقية” بعد إعلان “الهدنة”… والنظام يخرقها
شهدت أسواق الغوطة الشرقية، اليوم الأحد، اضطراباً بأسعار المواد الأساسية، على خلفية توقيع “وقف إطلاق النار” بين القوات الروسية والمعارضة السورية، والذي خُرق بعد أقل 24 ساعة من الإعلان عنه لأكثر من مرّة.
وأفاد عبد الحق همام، مراسل “الصوت السوري” في الغوطة الشرقية أن أسواق الغوطة شهدت اضطراباً بأسعار المواد الأساسية، نتيجة الأنباء عن اقتراب فتح معبر “مخيم الوافدين”، هو أحد البنود المدرجة ضمن اتفاق الهدنة.
وأضاف همّام “انخفضت أسعار المنتجات المحلية بشكل لافت، مما يعود بالضرر على منتجي هذه المنتجات، نظراً لانخفاض أسعارها رغم تكلفة التصنيع المرتفعة”.
وفي أقل من 24 ساعة انخفض سعر كيلو القمح (بأسواق الجملة) من 535 ليرة سورية (1 دولار أمريكي)، إلى 410 (0.76 دولار أمريكي).
من جهته قال الفلاح أبو مالك، لـ”الصوت السوري” أنه “عاد من سوق الهال، دون أن يبيع حمله من الباذنجان، نتيجة رفض التجار لشرائه بالقيمة التي عرضها”.
وأضاف أبو مالك “الباذنجان هو من الأصناف المنتشرة في سوق الغوطة الشرقية هذه الأيام، وهو محصول محلي يكثر استهلاكه المباشر وتخزينه كمؤونة، بلغ سعر الكيلو (بالجملة) قبل توقيع الاتفاق نحو 300 ليرة سورية، وانخفض اليوم إلى النصف حيث طرح في الأسواق بسعر 150 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد”.
ومن ناحية أخرى تحسن “سوق المال” في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وزاد العرض على الدولار الأمريكي، وسط كلامٍ عن نية المنظمات والمؤسسات فتح مشاريع جديدة.
وفي هذا الصدد، قال محمد أبو ياسر، صاحب محل صرافة أنه “لمس تحسناً ملحوظاً في سوق الصرافة منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار”، ومؤكداً أن “سوق العقار تحسن أيضاً وعاد للعمل فور الإعلان عن الاتفاق”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس السبت، أن قيادة القوات الروسية أبرمت اتفاق ضبط عمل منطقة “تخفيف التصعيد” في الغوطة الشرقية، بوساطة مصرية، وعقب الإعلان الروسي، نشر تيار “الغد السوري” بنود الاتفاق، وأعلنت فصائل الغوطة تأييدها للاتفاق.
وينص الاتفاق، وفق ما ذكر بيان صادر عن تيار “الغد السوري” الذي يرأسه رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السابق “أحمد الجرباء” على وقف القتال وإطلاق النار بشكل كامل من جميع الأطراف، عدم دخول أية قوات عسكرية تابعة للنظام السوري أو قوات حليفة له إلى الغوطة الشرقية، فضلاً عن فتح معبر مخيم الوافدين من أجل عبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المواطنين.
وسارعت قيادة جيش النظام السوري إلى الإعلان عن وقف الأعمال القتالية بدءاً من الساعة 12.00 ظهراً من يوم أمس السبت بتوقيت دمشق، محذّرة من أنها ستردّ على أي خرق للاتفاق.
اتفاق “وقف إطلاق النار” أصبح مطلباً شعبياً لأهالي الغوطة الشرقية، حيث يتطلعون إلى وقف القصف الذي طال منازلهم، وتحسين ظروفهم المعيشية، وفك الحصار عنهم، وفق ما ذكر عدد من المدنيين لـ”الصوت السوري”.
ولكن الاتفاق لم يصمد، فتعرضت مدينة دوما لغارة جوية، إلى جانب غارة أخرى طالت جارتها بلدة الريحان، وكان نصيب بلدة “عين ترما” ست غارات جوية، وثمانية صواريخ أرض أرض تقاسمتها من حي جوبر الدمشقي.
وكان الناطق باسم فيلق الرحمن “وائل علوان” قد حذّر في تصريح له نشر عبر وسائل الإعلام من أن النظام لن يلتزم بالهدنة، كما حصل في اتفاقات سابقة، وأبدى علوان ترحيب فيلق الرحمن بالجهود الإقليمية والدولية لدعم وقف إطلاق النار.