اقتتال “إدلب” يُجبر جامعتها على تأجيل الامتحانات… وينعكس على المدنيين
أعلنت جامعة إدلب تأجيل موعد الامتحانات لطلابها من اليوم الخميس، إلى أجل غير محدد، حفاظاً على سلامة الطلبة، في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها محافظة إدلب، وفق ما ذكرت على صفحتها الرسمية.
وفي قرار مشابه، أجّلت الجامعة موعد امتحانات أمس الأربعاء، نتيجة الظروف ذاتها، حيث وقع اقتتال بين هيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، وامتد الاقتتال إلى قرى وبلدات محافظة إدلب.
وكانت الجامعة قد بدأت الامتحانات الأسبوع الماضي بتأجيل أيضاً، سببه موجة الحرّ التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، وتضاعفت آثارها في مناطق “المعارضة السورية”، حيث تعاني من “أزمة في الكهرباء” ومشكلات أخرى.

الأوضاع الأمنية غير المستقرة لمحافظة إدلب أعاقت سير “العملية التعليمية” في أماكن وأزمنة عدّة، ففي الثاني من شباط/ فبراير من العام الجاري، ألحق طيران النظام السوري دماراً بمجموعة المخابر التابعة لجامعة إدلب، نتيجة تعرضها لغارتين جويتين.
الطالب محمد الصالح، يدرس في معهد التمريض التابعة لجامعة إدلب، قال لـ”الصوت السوري” أن “مسؤول شؤون الطلاب أخبرهم بتأجيل الامتحانات حفاظاً على سلامة الطلاب من الاشتباكات الجارية”، ومع أن إيقاف الدوام لمصلحتهم، إلا أنه يعتقد “انعكاس ذلك سلباً على الطلاب”.
ومن جهته عبّر سامر مواس، تخصص إرشاد نفسي في جامعة إدلب، عن استيائه، قائلاً أن “آخر حصة امتحانية تأجلت إلى إشعار آخر قبل موعدها بيوم”، وهو ما أصابه بفتور همّته لأنه لا يعرف متى يقدم الامتحان.
واندلعت شرارة الاقتتال “الحالي” بين “تحرير الشام” و “أحرار الشام” ليلة الثلاثاء – الأربعاء، بهجوم لهيئة تحرير الشام على بلدة “حزازين”، واتسعت رقعة الاقتتال لتطالع عدة مدن وبلدات بريف إدلب.
وأعاق الاقتتال حركة المدنيين بين المدن والبلدات، نتيجة الاقتتال، وانتشار المظاهر الأمنية بين الطرفين، وحتى المناطق التي لم يصلها الاقتتال تنتظر “اندلاعه” بأي لحظة، وفق ما ذكر مروان الأحمد، مدني بريف إدلب الجنوبي لـ”الصوت السوري”.
وقال الأحمد “في كل قرية من قرى إدلب عناصر لهيئة تحرير الشام وآخرون لأحرار الشام ولا نعلم متى تندلع شرارة الاقتتال بينهم”.
ولمس الأحمد شخصياً آثار الاقتتال، الذي انعكس على تجارته في بيع الأعلاف، حيث غاب زبائنه من المناطق الشمالية ومعرة النعمان عن زيارة معمله، ولقاء ذلك قام هو أيضاً بتأجيل بعض أعماله إلى أن “يستتبّ الأمن” حسب قوله.
يذكر أن جامعة إدلب افتتحت أواخر عام 2015، على يد مجموعة من الأكاديميين السوريين، بعد سيطرة جيش الفتح على المدينة، وكانت ملاذاً لمئات الطلاب المنقطعين عن التعليم الجامعي منذ اندلاع الثورة السورية ربيع 2011.