تقارير

“هجرة عكسية” لنازحي “اللطامنة” إليها… وجهود للدفاع المدني في إزالة الانقاض

تشهد مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي هجرة عكسية إليها، كإحدى نتائج اتفاق “خفض التوتر” المتفق عليه بين النظام والمعارضة بضمانة تركية روسية في مؤتمر “أستانة 4” مطلع شهر أيار/ مايو الجاري.

وكان معظم سكان المدينة نزحوا عنها إلى مخيمات الشمال السوري نتيجة تعرضها طيلة السنوات الماضة لقصف من النظام السوري بشتى أنواع الأسلحة، ما أدى إلى تدمير 90% من المنشآت الحيوية في المدينة من مشافٍ ومدارس ومخابز، وفق إحصائية حصل عليها مراسل “الصوت السوري” في حماة من المجلس المحلي للمدينة.

واستعداداً لاستقبال الأهالي تواصل فرق الدفاع المدني في المدينة عمليات إزالة الأنقاض من شوارع المدينة، وفتح الطرقات، وفق ما ذكر مناف أبو الفرج، رئيس فوج الدفاع المدني في اللطامنة لـ”الصوت السوري”.

حيث عملت فرق الدفاع المدني على إزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسي بشكل جزئي، وفتحت تلك الشوارع أمام الآليات، بينما لا تزال الشوارع الفرعية مغلقة.

وأكد أبو الفرج أن “الدفاع المدني مستمر في إزالة الأنقاض أمام الأهالي العائدين من المغارات والأقبية خارج المدينة، ومن مخيمات النزوح”، مشيراً أن المدينة شهدت عودة بعض عائلاتها مع دخول اتفاق “خفض التوتر” حيز التنفيذ مطلع شهر أيار/ مايو الجاري.

صورة لعمليات إزالة الأنقاض في اللطامنة، نشرها الدفاع المدني في حماة

من جهته قال السيد حسام الحسن، رئيس المجلس المحلي للطامنة لمراسل “الصوت السوري” أن “نحو 300 عائلة عادوا إلى المدينة خلال الأسبوع الحالي، ليصل عدد سكان المدينة الحالي إلى 750 عائلة، محرومون من الخدمات كالكهرباء والمياه”.

ويتوقع الحسن عودة نحو 25% من سكان المدينة في الوقت الراهن فقط،  ويعود ذلك إلى الدمار الكبير في المدينة، وعدم وجود مساكن أو تجهيزات للسكن كالخيام وغيرها، فيما قد يصل عدد العائلات العائدة إلى 1200 عائلة إذا استمرت التهدئة.

وحول ذلك قال أبو الفرج أن “ما نسبته 90% من العائدين إلى اللطامنة منازلهم ليست صالحة للسكن، نتيجة تعرضها للقصف وتعرضها لدمار جزئي أو كلي”.

ورغم التحديات التي تواجه أهالي اللطامنة إلا أن “السبب الرئيسي لعودتهم هو جني محاصيلهم الزراعية من الأراضي المحيطة بالمدينة، مستغلين سريان التهدئة الناجمة عن الأستانة”.

وفي خطوة لتذليل الصعاب أمام العائدين يعمل المجلس المحلي على تأمين المتطلبات الأساسية للمدنيين كتوفير الخبز والمياه، وكان المجلس قد وزّع سلال غذائية ومساعدات على نحو 400 عائلة في مدينة اللطامنة وما حولها، وفق ما ذكر السيد الحسن.

وأردف الحسن “يعمل المجلس المحلي بإمكانياته الضعيفة تهيئة الظروف المناسبة، والخدمات اللازمة للعائلات”، موجهاً نداء للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية “للتوجه إلى المدينة ومساعدة الأهالي والقادمين الجدد”.

وفي هذا السياق، التقى مراسل “الصوت السوري” مع أبي عبد الله، نازح من اللطامنة إلى مخيمات أطمة، مؤكداً على “تفكير أهالي مدينته بالعودة بأقرب وقت ممكن” وأنه يفكر جدياً في العودة إذا سنحت له الفرصة.

وأضاف ” لم نعد نحتمل حياة المخيمات، وإذا استمرت التهدئة حتماً سنعود، فنحن أصحاب الأرض، وفيها ذكرياتنا وتحت أرضها دفنّا شهداءنا”.

يذكر أن حركة النزوح من اللطامنة بدأت أواخر عام 2011، نتيجة القصف الشديد على المدينة، وما تسبب به من دمار في البنية التحتية، حيث تجاوز عدد الغارات الجوية 4000 غارة، بحسب إحصائية خاصة بالمجلس المحلي حصل عليها “الصوت السوري”.

وبحسب الإحصائية فإن القصف على المدينة أودى بحياة أكثر من 668 مدني، وإصابة 2000 آخرين بجروح.

إنفوغرافيك: مدينة اللطامنة منذ 2011 وحتى الآن (المعلومات من المجلس المحلي)

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق