تقارير

مشافي حماة “المحصّنة” لم تعد آمنة… خروج 3 مشافي تخدم 600 ألف نسمة عن الخدمة

حماة: توقفت الخدمات الطبية عن 600 ألف نسمة في ريف حماة الشمالي، بعد خروج ثلاثة مشافي عن الخدمة جراء قصف روسي وسوري، وفق ما ذكر بيان صادر عن مديرية صحة حماة يوم الجمعة 10 آذار/ مارس الجاري، ورغم أن المديرية  لجأت إلى تحصين المشافي أو نقلها إلى مغارات تحت الأرض إلا أنها لم تعد آمنة.

المديرية أوضحت في بيانها أن “مشفى الشام المركزي” و”مشفى الشهيد حسن الأعرج” ومشفى “كفرزيتا التخصصي” خارج الخدمة بعد سلسلةٍ من الهجمات في الفترة ما بين 25 شباط الماضي و8 آذار الحالي، كما ذكرت إحصائية أوردها مكتب الإحصاء في المديرية للصوت السوري، أن قوات النظام دمرت ثلاث مشافٍ تابعة لها، مضيفةً أن أكثر من 75% من منشآتها تعرض للقصف.

خروج المستشفيات الثلاثة حمّل القطاع الطبي في المنطقة أعباء طبية وأخرى مالية، إذ تقدر تكلفة إعادة تأهيل المستشفيات المتضررة نحو 80 ألف دولار أمريكي لكل منها، وفق ما ذكر مدير صحة حماة “الحرة” الدكتور عبد الله الدرويش لـ”الصوت السوري”.

وأشار الدرويش إلى أن المديرية أنفقت مئات آلاف الدولارات لعمليات البناء والترميم، موضحاً أن مستشفى الشهيد حسن الأعرج، أحد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة، الذي بُني عام 2014، وافتُتِح عام 2015 ، بلغت تكلفة بنائه وترميمه نحو 330 ألف دولار أمريكي، عدا عن المستلزمات والتجهيزات الطبية.

من جهته قال عبد الرزاق أبو محمد، مدير مشفى “الشهيد حسن الأعرج” لـ”الصوت السوري أن “عدداً من كادر المشفى الطبي ومن الجرحى أصيبوا خلال قصف لقاذفات روسية، ضربت المستشفى بصواريخ شديدة الانفجار في 8 آذار/مارس الجاري، بعد يوم من استهداف طيران النظام للمشفى”.

وأضاف عبد الرزاق أن “الضربات أسفرت عن وقوع أضرار جسيمة في بنية المستشفى وتدمير بعض الأجهزة والمعدات وتوقفه عن العمل الطبي”.

وإلى مشفى “كفرزيتا التخصصي” حيث تعرض لضربات جوية في 6 و 7 آذار/ مارس الجاري، ما أدى إلى تدميره، ويقدم المشفى الرعاية الأولية الطبية للمدنيين، ويحتوي على قسم للأطفال وآخر للنسائية، وقسم خاص بالحواضن، وفق ما ذكر محمد الأعرج، المدير الإداري للمستشفى.

وثالث المشافي الخارجة عن الخدمة هو مشفى “الشام المركزي” ويعدّ أكبر مشافي المنطقة وأضخمها، تعرض لقصف في 8 آذار الجاري، أصيب جراءه عدد من كوادر المشفى والمرضى، ودُمّر القسم العلوي من المشفى الذي يقع تحت سطح الأرض مباشرة، وفق ما أوضح الدكتور محمد الأعرج لـ”الصوت السوري”.

لفت قسم الإحصاء والتوثيق في مديرية الصحة، في تصريح خاص لـ”الصوت السوري” أن المشافي الثلاثة “آنفة الذكر” كانت تقدم الخدمات الطبية لأكثر من 600 ألف نسمة بمختلف الاختصاصات الطبية، ويبلغ متوسط العمليات الجراحية التي تقدمها تلك المشافي 725 عمل جراحي شهرياً، بينها ما يقارب 70 عملية قيصرية، و 500 جراحة صغرى، ويستفيد منها 10500 مريض شهرياً.

وبعد أن خلت المنطقة من المشافي التي تقدم العمل الجراحي، دعت مديرية صحة حماة “الحرة” في بيانها المنظمات والجمعيات الدولية للتعاون من أجل إعادة تأهيل المشافي المتضررة أملاً في تقديم الخدمة  الطبيه لأهالي المنطقة، والعمل على إيقاف الاعتداء المتكرر على المرافق الصحية، ولفتت إلى أنها مؤسسة إنسانية بعيداً عن أي أهداف سياسية، يتلخص عملها في تقديم الخدمة الطبية للمدنيين.

نظام الأسد ومن خلفه الروس أنهك الكوادر الطبية في قصف المنشآت والمشافي شمال حماة، كسلاح ممنهجٍ طال المدنيين العزل من أطفالٍ ونساءٍ ورجالٍ وشيوخ ، وكان استخدام روسيا للصواريخ “الارتجاجية” منعطفاً خطيراً، حيث دمرت تلك الصواريخ مشافي كانت “آمنة” نسبية قبل ذلك!.

وكان مشفى الشهيد حسن الأعرج قد خرج عن الخدمة مطلع أكتوبر 2016، وصرّح عنصر من الدفاع المدني لـ”الصوت السوري” آنذاك بأن “الصواريخ التي اخترقت تحصينات المشفى، هي صواريخ قادرة على اختراق طبقات الأرض حتى الصخرية منها، وللمرة الأولى في ريف حماة تخترق صواريخ هذه المسافة تحت الأرض”.

يذكر أن مديرية صحة حماة “الحرة” لجأت إلى بناء مشفى الشهيد حسن الأعرج، الذي خرج عن الخدمة قبل أيام، مع عدد من المشافي داخل الجبال، أو في مغارات تحت الأرض، بغية حماية الكوادر الطبية والمراجعين من القصف، إلا أن استخدام روسيا لصواريخ “ارتجاجية” جعل من الأماكن المحصنة غير آمنة، وكانت قد استخدمتها للمرة الأولى بقصف حلب في أكتوبر 2016.

* الصورة أرشيفية

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق