تقارير

في اتفاق “الوعر” التسوية لا تحمي أصحابها من النظام إذا ثبت ضلوعهم بجرم!!

وقّعت لجنة التفاوض في حي الوعر مع النظام اتفاقاً برعاية روسية، اليوم الإثنين، يقضي بخروج من يرغب من الحي، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء فيه، ولكن التسوية لا تعطي “الأمان” لأصحابها، وهم عرضة للاعتقال إذا ثبت تورطهم بجرم، وفق بنود الاتفاق.

وجاء ضمن بنود الاتفاق الذي حصل “الصوت السوري” على مضمونه أن يتم إجلاء الراغبين بالخروج على دفعات، بمعدل 1500 شخص في الدفعة الواحدة كل 7 أيام، وتدخل الشرطة الروسية والسورية بعد إتمام خروج الدفعات.

وبحسب الاتفاق يتم تشكيل لجنة مدنية داخل خي الوعر من أجل مراقبة الأوضاع وتنفيذ بنود الاتفاق.

ومن جهته قال عضو لجنة المفاوضات في حي الوعر (رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية) لـ”الصوت السوري” أن “عملية التسوية تقضي بتسليم أي مسلح لسلاحه، وعلى المطلوب لجهات أمنية أن يسوي وضعه في 6 أيام فقط” منوهاً أن النظام وروسيا أخبرا اللجنة أن “كل شخص معرض للاعتقال والمحاكمة حتى ولو أجرى تسوية إذا ثبت ضلوعه بجرم”.

وحذّر “المفاوض” إلى أن هذا البند يعدّ خطيراً وهو بمثابة تهديد فعلي لم يسوّي أوضاعه ويقرر البقاء في الحي، وقد يكون عرضة لاعتقالات تعسفية، أو تلفّق له تهمة دون أدلة أو إثبات، مشيراً أن النظام معروف عنه “الاعتقالات التعسفية” قبل الثورة وخلالها، ويقضي في سجونه حالياً عشرات الآلاف من المعتقلين مجهولي المصير، ومعظمهم يقضون دون محاكمات.

وإلى ذلك وجد أهالي الوعر أنفسهم أما “قرار صعب” يجب أن يتم اتخاذه بشكل “فردي”، فكلٌ مخيّر أمام قرار الخروج أو البقاء وإجراء تسوية، وتحمّل تبعات القرار شخصياً.

أبو وليد، مدني من حي الوعر، يبلغ الـ 50 من عمره، قال لـ”الصوت السوري” “أشعر بأنني مشلول التفكير… هل أبقى أم أغادر؟ كيف أترك شوارع وجدران وذكريات سنين عمري؟!”.

ورغم أن آلاف قاطني الحي كانوا بمنأى عن أي عمل عسكري، أو حتى نشاط اجتماعي أو سياسي “معارض”، إلا أن قرار البقاء في الحي تحت سلطة النظام السوري يعدّ “مغامرة”.

وبحسب ما ذكر أبو الوليد لـ” الصوت السوري” “لا أستطيع البقاء لمصير مجهول ينتظرني مع عائلتي، خصوصاً ما سمعناه عن مجازر انتقامية للنظام عقب دخوله مع ميليشياته إلى مناطق معارضة”.

إذا تمّ الاتفاق فإن حي الوعر سيعود إلى سيطرة النظام السوري، وهو آخر أحياء المعارضة السورية في حمص، يقطنه نحو 40 ألف نسمة.

وعملية “التهجير” من حيّ الوعر هي ثاني عملية تهجير يتعرض لها عدد كبير من سكانه، إذ أنهم هجروا أحياء حمص المجاورة إلى حي الوعر قبل ثلاثة سنوات ونيف، بعد أن وقعوا ضحية حصار خانق.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق