وبعدين؟! سؤال ينتظر أهالي مضايا الإجابة عليه من الأمم المتحدة!!
نظم ناشطون وقفة احتجاجية في بلدة مضايا “المحاصرة”، الإثنين، طالبوا بفك الحصار عن البلدة، محملين الأمم المتحدة والهلال الأحمر مسؤولية وفاة شاب في البلدة، أصيب برصاص قناص على حاجز العسالي، ولم تستجب تلك المنظمات للمناشدات المطالبة بإخلائه للعلاج.
شارك في الوقفة الاحتجاجية طلاب من البلدة بعد ساعات على إعلان وفاة الشاب “محمد المويل” الذي تعرض للإصابة برصاصة قناص من حاجز العسالي، التابع للنظام السوري وحزب الله اللبناني، وفق ما ذكر عبد الوهاب أحمد، أحد المنظمين للوقفة، لـ “الصوت السوري”.
ورفع أطفال مضايا لافتات كتب عليها “أريد حقي كاملاً لا لأنصاف الحلول”، “حصار المدنيين سلاح الجبناء”، “فكوا الحصار عن مضايا والفوعة”، “وبعدين؟!”.
حسام محمود، ناشط من البلدة، وأحد المنظمين للوقفة أيضاً، قال لـ”الصوت السوري” “الوقفة الاحتجاجية خطوة من حراك شعبي للمطالبة بفك الحصار”، وهدفنا إيصال رسالة مفادها “لا نريد مساعدات تدخل يوم وتنقطع لشهور.. نريد فك الحصار”.
كثرة المناشدات من أهالي “مضايا” أزعجتهم قبل غيرهم، وباتوا محرجون من كثرة المناشدات، فيوم يناشدون لإدخال الطعام، وفي يوم آخر يطالبون إخلاء مريض أو جريح، لذلك أطلقوا وقفتهم دون تنسيق مع أي جهة أو منظمة محلية أو دولية، واعتمدوا على الإعلام ليكون منصة لهم في وقفتهم الاحتجاجية اليوم والوقفات القادمة، وفق ما ذكر حسام محمود لـ”الصوت السوري”.
غضب المدنيين في مضايا جاء على خلفية وفاة الشاب “محمد المويل”، الذي أصيب السبت، وصدرت مناشدات من الهيئة الطبية وناشطين لإخراج “المويل” وتلقيه علاج خارج البلدة المحاصرة، ولكن دون تفاعل من الأمم المتحدة أو الهلال الأحمر.
عدم تلقي الهيئة الطبية رداً من الهيئات الدولية، ومنع النظام السوري وحزب الله إخراجه دفع أطباء المستشفى الميداني إلى إجراء عملية جراحية لهم، وسط غياب أي طبيب جراح أو متخصص.
الدكتور محمد درويش، طبيب من مضايا، قال لـ”الصوت السوري” “العملية الجراحية التي أجريت للشاب المتوفى هي الأولى، وكانت عملياتنا الجراحية تقتصر على الولادات القيصرية، أو بتور الأطراف أما حالات فتح البطن في الأولى”.
وأضاف الطبيب درويش إلى أن “الشاب مات رغم إجراء عمل جراحي له، نظراً لحالته الطبية، وافتقار البلدة لغرف عمليات مجهزة بمعدات طبية وغياب الكوادر الجراحية فيها”.
يذكر أن بلدة مضايا حوصرت في تموز عام 2015، وتنوعت أسباب الوفاة أو الإصابة فيها بين الجوع، أو القنص، أو نتيجة الألغام المزروعة على أطرافها، حيث سجلت منذ بدء الحصار أكثر من 190 حالة وفاة.
ويعيش فيها أربعون ألف مدني، يتلقون الخدمات الطبية في مستشفى ميداني وحيد، يشرف عليه ثلاثة أطباء، يترأسه طبيب بيطري، ويعمل فيه طبيبان أسنان لم يكملوا دراستهم الجامعية، دفعهم الحصار إلى تحمل أعباء طبية أكبر من قدرتهم.