ريف اللاذقية: أول فريق كشافة في المناطق “المحررة”
لم يتوقف المدنيون في مناطق المعارضة السورية عند أساسيات الحياة، فحربٌ تجاوزت الخمس سنوات ولا زالت مستمرة، دفعتهم إلى التأقلم مع واقعهم وإطلاق مشاريع في شتى ضروب الحياة، من بينها تشكيل فريق الكشافة الأول ضمن المناطق “المحررة” في ريف اللاذقية، مطلع آب/ أغسطس الماضي.
يسعى القائمون على “مجموعة الساحل الكشفية” إلى تطوير المجتمع المحلي، الذي يعاني من موجات نزوح في المخيمات على الشريط الحدودي، ووقوع الأطفال فيه عرضة للجهل والأميّة والتطرف.
يهدف فريق الكشافة إلى تنمية قدرات الأجيال الصاعدة، وإكسابهم مهارات التعامل مع الظروف المحيطة، وتحسين دورهم في المجتمع، للوصول بهم إلى جيل قادر على بناء مجتمع قوي ومتماسك، مبني على المواطنة وقبول الآخر دون النظر للدين والعمر والمعتقد، وفق ما ذكر السيد جميل محمد حجار، قائد فريق الكشافة، في حديثه لـ “الصوت السوري”.
السيد حجّار، كشّاف منتسب للحركة الكشفية منذ عام 1969، وواصل عمله الكشفى حتى الآن، حائز على الشارات الكشفية، من ضمنها “الشارة الخشبية”، وهي عبارة عن وسام يقلد فيه قائد متمرس بمجال عمله.
يعمل الحجار على تحقيق الاندماج بين الكشافة والسواديس والطلائع والفرق لتحفير العمل الجماعي، واكتشاف الميول والهوايات الشخصية ومتابعتها، من أجل تنميتها وإتاحة الفرص للتعلم بالممارسة، والتعرف على العائلة والوطن وأهميتهم للفرد والمجتمع.
يخوض “فريق الكشافة” في مرحلته الأولى امتحاناً لاختيار قادة للمجموعات الكشفية ومساعدين لهم وتهيئتهم، ومن ثم تكون مهمة القادة تشكيل فرق (أشباب، كشافة، جوالة)، وتقديم دروس عن العمل الكشفي، ومهامه، وأعمال الريادة، والدفاع المدني، فضلاً عن دورات مكملة في كافة الاختصاص، وتوزيعهم وفقاً للاختصاص.
المتدرب ماهر بريمو، قال لمراسل “الصوت السوري” “لا بد من التركيز على الأطفال لتعليمهم العمل الكشفي منذ بداية إدراكهم، قد نحتاج بعض الوقت لنصبح قادرين على نقل تجربتنا إلى المجتمع ونسعى للوصول إلى ذلك”.
الرغبة في إصلاح المجتمع هي الدافع لدى “البريمو” للانخراط في العمل الكشفي، الهادف إلى تعليم القيم والأخلاق وكيفية التعامل مع الناس، معتقداً أن “المجتمع في أمس الحاجة لمثل ذلك هذه الأيام”.
خالد أسعد، متدرب برتبة عريف، قال لمراسل “الصوت السوري” “دراستي في مجال التمريض والصحة المجتمعية، وهذا كان له دور كبير في توعية الفرد والأسرة، وكيف يمكن للفرد أي يكون له دور فاعل في المجتمع، وإدارة المشكلات الصغيرة، ووضع الأهداف وتحقيقها”.
لا يزال العمل الكشفي موجود في مناطق سيطرة النظام بالعاصمة دمشق، ومدينة حلب، ومدينة اللاذقية، ولكن عدد من قادة العمل الكشفي المعارضين للنظام، فروا منها وأسسوا فرقاً كشفية بالخارج، وفق ما ذكر السيد حجار.
وأضاف حجّار “من القادة الكشفيين الذين تركوا سوريا السيد رامي ساعي، وهو مؤسس فرقة في بلجيكا، وأحمد حجّار من كشافة دمشق أنشأ فرقة في بدروم التركية.
وكان نظام الأسد منع العمل الكشفي في سوريا عام 1986، وسيطر على كافة المراكز الكشفية حتى عام 2006 حيث سمح ممارسة العمل من جديد، ويعتمد العمل الكشفي على دعم ذاتي، وتبرعات من أعضاء الفريق وأصدقاء الكشافة ومن يهتم بعملهم.
الحركة الكشفية، هي حركة شبابية تربوية تطوعية غير سياسية عالمية، هدفها تنمية الشباب بدنياً وثقافياً، أسسها ووضع قواعدها اللورد بادل باول عام 1907م.
وتستخدم الحركة الكشفية برنامجاً تعليمياً يعتمد على النشاطات العلمية في الهواء الطلق كـ إقامة المخيمات وتنظيمها، فن عمل الأخشاب، ألعاب مائية، بالإضافة إلى السفر والترحال مشياً على الأقدام، والقيام بألعاب رياضية، وبناء الأخلاق وطرح أفكار حول العلوم جميعها النظرية والعلمية”.
وفي إحصائية صادرة عام 2007 قُدّر عدد الكشافة بأكثر من 38 مليون عضو في 216 بلد حول العالم .